هل الأشخاص المُشخَّصون باضطراب نقص الانتباه أكثر عُرضةً لارتكاب أخطاء على الطريق، وبالتالي للحوادث؟
لعقودٍ عديدة، كان من المُسلَّم به وجود صلةٍ مباشرة بين اضطراب نقص الانتباه والحوادث، بل ربما أربعة أضعاف (!)[1].
وقد تأرجح البندول على مرّ العقود، وفي السنوات الأخيرة، نُشرت دراسةٌ تستند إلى تجربة محاكاة قيادة، لم تُجْدِ أيَّ فرقٍ بين السائقين المُصابين باضطراب نقص الانتباه والسائقين غير المُصابين به[2].
ومع ذلك، فإنّ الاستنتاجات في مُعظم الدراسات أقلُّ وضوحًا. ومن المُسلَّم به حاليًا تقديرُ زيادة الخطر بحوالي 30%.
ما طبيعة تأثير اضطراب نقص الانتباه على احتمالية وقوع حوادث الطرق؟
ينبع الخطر الرئيسي من تشتت الانتباه - من مصادر خارجية (مثل الأكل والشرب والتدخين وتشغيل الراديو أو تطبيق الملاحة، أو حدثٍ خارج السيارة) أو من مصادر داخلية (أحلام اليقظة والتأملات)، والتي تتضافر مع صعوبة القيام بمهامٍ مُتعددة تُميِّز بعض الأشخاص المُصابين باضطرابات الانتباه.
مع ذلك، لم تجد الغالبية العظمى من الدراسات أي صلة بين القيادة بسرعة تتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها، أو بين القيادة بتهور أو تحت تأثير الكحول، وبين اضطرابات الانتباه. وبالتالي، فإن الطبيعة الإشكالية المنسوبة إلى المصابين باضطرابات الانتباه على الطريق ليست سلوكًا مقصودًا وواعيًا، بل أخطاءً. [3]
ما الذي يمكن فعله للحد من مخاطر القيادة الناتجة عن اضطرابات الانتباه؟
تحذير من التعميمات
لا توجد حتى الآن أبحاث موثوقة تسمح بالتنبؤ بمستوى الخطر الفردي للسائقين المصابين باضطرابات الانتباه. كما أن التحليلات الإحصائية التي تتناول هذا الموضوع تستند جزئيًا إلى بيانات إشكالية (على سبيل المثال، اتضح أن الأشخاص المصابين باضطرابات الانتباه يقودون أكثر إحصائيًا من غيرهم، وبالتالي فإن احتمال تعرضهم للحوادث مرتفع مسبقًا. كما أن استخدام أجهزة المحاكاة كبديل لظروف الطريق الحقيقية يعاني من صعوبات منهجية).
ولذلك، فإن الدعوات إلى تشديد إجراءات الحصول على رخصة قيادة لمن يتلقون وصفات طبية للريتالين، [4] على سبيل المثال، لا تستند إلى معلومات ملموسة.
اتخاذ تدابير للحد من مخاطر تشتيت الانتباه
تشمل الاقتراحات الواردة من مصادر مختلفة إنشاء قائمة تشغيل مسبقة للاستماع إليها أثناء القيادة، وتجنب الأكل والشرب والتدخين أثناء القيادة، وتقليل المحادثات مع الركاب الآخرين في السيارة، ودراسة المسار قبل الانطلاق.
تتعلق التعليقات المثيرة للاهتمام بدرجة رتابة القيادة ودرجة التحكم المطلوبة من السيارة. يُنصح بتجنب استخدام مثبت السرعة لإجبار السائق على التركيز أثناء القيادة، بل تزعم بعض المصادر أن هناك ميزة لاستخدام ناقل حركة يدوي على ناقل حركة أوتوماتيكي نظرًا لدرجة التركيز المطلوبة أثناء القيادة.[5] كما اقتُرح إرساء روتين للنظر إلى الطريق (مسح الطريق أمامك، المرآة اليسرى، المرآة اليمنى، مرآة الرؤية الخلفية، إلخ) وتكرار ذلك بشكل متكرر أثناء القيادة. وتتعلق اقتراحات إضافية بأنظمة التحذير التلقائية التي تحذر من إرهاق السائق (وهي شائعة حاليًا في السيارات الجديدة).
أبحاث فردية
اضطرابات نقص الانتباه، التي ليست ظاهرة واحدة في حد ذاتها، بل هي مجموعة متنوعة من الظواهر والصعوبات، ليست عاملًا تنبؤيًا واحدًا. يجب على الباحثين دراسة هذه العوامل بالاقتران مع خصائص إضافية للسائق، مثل عوامل الشخصية.[6] ومن بين النتائج المثيرة للاهتمام التي تم التوصل إليها العام الماضي العلاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وحوادث الطرق، وخاصةً لدى الفئة العمرية الثالثة.[7]
كما لوحظ أن تأثير اضطرابات الانتباه على سلوك السائق على الطريق قد يتأثر بعامل وسيط ناتج عن الصعوبات النفسية التي يعاني منها من يعانون من هذه الاضطرابات أو الضغوط النفسية.
لن يتسنى تحديد السائقين المعرضين للخطر، وكيفية معالجة مصادر الخطر، واتخاذ التدابير المناسبة لهم، إلا من خلال الدراسات الفردية.
ما علاقة كل هذا بمشروع "حراس الطريق"؟
لسنوات، زعم المتطوعون المخضرمون في المشروع أن استخدام التطبيق يساعد على التركيز وزيادة الانتباه للطريق. ونحن ننتظر من يبادر بإجراء دراسة مُحكمة حول هذا الموضوع. وفي هذا السياق، هناك مجال لدراسة تأثيره على الحد من مخاطر تشتت الانتباه لدى من يعانون من اضطرابات الانتباه. وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن تأثير استخدام التطبيق سيكون مشابهًا للتدابير الأخرى المذكورة أعلاه، والتي تهدف إلى حث السائق على التركيز على الطريق. في هذا الصدد، نوصي باتباع أساليب لتجنب تشتيت الانتباه الناتج عن استخدام التطبيق نفسه، بما في ذلك تعتيم الشاشة واستخدام زر البلوتوث لتفعيله.
[1] https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0001457513004004#bib001
[2] https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/15389588.2020.1847282?src=recsys#abstract
[3] https://scholar.google.co.il/scholar_url?url=https ://toi.brage.unit.no/toi-
xmlui/bitstream/handle/11250/2603537/Vaa_10.1016%252B_j.aap.2013.10.003.pdf%3Fsequence%3 D2&hl=iw&sa=X&ei=P83FZs6AKqaCy9YPl_LguA4&scisig=AFWwaebwwDX4bnGjpSMvkNR829Kj&oi=scholarr
[4] https://kesheverikuz.co.il/ %D7%94%D7%A6%D7%A2%D7%94-%D7%94%D7%92%D7%91%D7%9C%D7%95%D7%AA-
%D7%A0%D7%94%D7%99%D7%92%D7%94-%D7%A2%D7%9C-%D7%A6%D7%A2%D7%99%D7%A8% D7%99%D7%9D-%D7%94%D7%A1%D7%95%D7%91%D7%9C%D7%99%D7%9D-%D7%9E%D7%91-2/
[5] https://www.berkshirehealthc are.nhs.uk/media/109514307/3-adhd-guide-driving.pdf
[6] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5281661/
[7][7] https://www.publichealth.columbia.edu/news/research-shows-strong-link-between-adhd-car-crashes-older-adult-drivers